الأحد، 27 نوفمبر 2011

مش فاهمه ومش ح افهم!!

ليس عيبا أن أقول بأننى لا أفهم ، و إنما العيب أن أفتى و أملأ الدنيا كلاماً فيما ليس لى به علم . على الأقل هذا ما تعلمته و رُبيت عليه. وفى وقت كالذى نعيشه الآن تحديدا أجد أن ما أقوله  يريد أن يقوله أناس كثيرون ، ولكن على استحياء وبصوت خفيض، وفى أكثر الأحوال يقولونه تلميحاً لا تصريحاً . ليه ؟ لأنها و ببساطه هوجة كلام كالتى تحدث عندما يكمَّم شخص ثرثار لفترةٍ طويله وما أن تُنزع عنه الكمامة حتى ينطلق يثرثرويثرثر فى كل شئ وأى شئ دون ترابط أو وعى بما يقول . أليس ذلك ما يحدث الآن؟
 والكل الآن يخاف من الاعتراف بالجهل لئلا  يُواجه بالاستنكار الشديد :  " إيه ؟ هيّة مش بلدك؟
مش عارف يعنى الثوره قامت ليه ؟ إنت مش حاسس بالدنيا؟   لازم يكون لك صوت و مؤثر كمان !!
لازم تعبَّرعن رأيك !!  ده حقَّك و حق بلدك عليك!!!   أمَّال ح تعلِّم ولادك إيه؟"
أيييييوه ، هوّه ده بقى مربط الفرس!!!
ح نعلّم أولادنا إيه ؟ الكلام ؟ الكل الآن يتكلّم ، وركِّزوا على يتكلَّم هذه ، فى صوتٍ واحدٍ وفى موضوعٍ واحدٍ و إن اختلفت الأساليب . أتحدى من يقول أن المضمون يختلف وإن اختلفت الألسنة. كل من هب و دب كبُرَ أم صًغُر  عارف الصح إيه ،  وإيه اللّى لازم نعمله بالضبط . لقد سمعت الجميع على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم الفكريه وأقسم بالله أننى قد أُعجَبت بهم جميعاً ، آىْ واللهِ ، لأننى لا أفهم كثيرا فى السِّت سياسه . ما شاء الله كلُّهم ناس بيقولوا كلام يوْزن الدماغ بجد.  كلهم واعيين وفاهمين و مدوَّخين مذيعين ومذيعات التوك شو مش عارفين يحرجوا أىّ واحد منهم أو يوقّعوه في الكلام . أنّما ما يحيّرنى تماماً هو : كيف ومتى سينفِّذون خططهم الباهره و تنهض بلادنا بقى؟  من أين سيبداُ أىّ واحد منهم ؟ الصحه أم التعليم؟ المنهج أم المُعلّم؟ المرتَّبات أم العشوائيات؟ البيضه واللا الفرخه؟
ولقد دُختُ وغُلُب غُلْبى حين وجدت أنَه قد حان وقت الاختيار : أختار مين بقى ؟ حادى بادى كرنب زبادى سيدى محمد البُغدادى شاله و حطُّه و كلُّه................على مين؟ الأخوات الحلوين واللا الناس المحترمين واللا الكتّاب المثقَّفين واللا المصريين المفتَّحين واللا القوادم المخضرمين؟ طب الجداد في اللون واللا اللى من زمان متلوِّنين؟ والنّاس الغلبانين واللا العلماء العالِمين؟
والأوقع من ذلك أننى أصبحتُ أنا و زوجى مطالبيْن بالإجابه على أسئلة أولادنا : ح تنتخبوا مين؟ طيب هوه أنتوا متفقين على حد؟ وفيها إيه لمّا انتى و بابا تختاروا عكس بعض؟ هوه انتوا مش نزِّلتونا المظاهرات عشان نتعلّم الحريّه  وندافع عن حقوقنا؟ و يا سلام بقى لو الواحد قال يريَّح نفسه و يسكِّتهم بأىّ أجابه و السلام......خدوا عندكوا بقى: ليه يا ماما ؟ مش ده عايز يطبَّق الإسلام ؟ طب و همَّه دول غلط ليه ؟ مش ده راجل أخد جايزة نوبل؟ وده باين عليه ح يقف لإسرائيل وقفه جامده !! بس ده يا ماما كان وزير معاهم زمان كده ينفع؟ وهمَّه ليه المسيحيين زعلانين مننا ؟ ما هى طنط جانيت جارتنا طيِّبه قوى واحنا بنحبَّها ولسه مكلّمانا فى التليفون تهنّينا بالعيد.....................آآآآآآآآه  يا دماغى !!!! الرحمة ياااااااااارب!!
ماذا أقول و أىّ شئ أقول بعد كل ما قيل ؟؟؟ ماذا سنقول لأولادنا؟ كيف سنرد علي أسئلتهم الشديده الذكاء و المكر ؟ ماذا سنترك لهم؟ أية قيَم سنغرسها فى تكوينهم؟ أليس ذلك همُّ كبير؟ أليست تلك تَبِعةُ ومسئوليّه أمام الخالق عزّ وجلّ؟
أقول لكم بجد؟ لقد قلت لأولادى أن الحريّة والكرامه هما أغلى ما وهبنا الله بعد الإيمان به وهما الأمانة التى حملها الإنسان دونما أحد من الخلق أجمعين. وأنّه ليس لأحد أن يسلبهما منّا كائنا من كان أو قائلا ما قال.
طب احنا بقى مين؟
نحن الذين نرجو أن نكون للفتن معتزلين وبالعمل الصالح منشغلين وعلى تنشئة أولادنا منكبّين ولأفواهنا كاتمين وفى عفو الله وستره طامعين نحن يا خلق هووووه  حزب الناس اللى مش فاهمين !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق